السلام عليكم والرحمة
بعد الاغتيال الوحشي للقائد العسكري الكبير عماد مغنية ، اصبح الصهاينة يعيشون فزعا وذعرا ورعبا ، فهم قابعون في بيوتهم ، والخوف يتسلل في اوردتهم وشرايينهم ، فتتفرسهم الكوابيس ، وتحتوشهم الاشباح ، فلا حكومة تحميهم وتحرسهم ، ولا جيش يقويهم ويسندهم ، فقد انتابهم احساس داخلي عارم ، بأن دولة اسرائيل الاسطورة ما بين قوسين او ادنى . وان دم مغنية ، بشارة حتمية لزوال هذا الكيان الغاصب ، وان استشهاد مغنية ، نبوءة تاريخية بسقوط هذا الكيان المحتل .
من اليوم فصاعدا ، وبعد رحيل مغنية ، بيد اجهزة المخابرات الامريكية والاسرائيلية ، وبمباركة الانظمة العربية العميلة ، لا امان ولا سلام ولا استقرار في الدولة العبرية ، فقد اقترب الوقت الموعود ، وتغير مسار اللعبة ، كما جاء على لسان الامين العام لحزب الله ، السيد حسن نصر الله ، ولتشهد اسرائيل من اقصاها الى اقصاها ، ولتشهد المنطقة برمتها ، تغيرا استراتيجيا وديمغرافيا كبيرا ، سوف يقلب موازين القوى ساقا على عقب .
وليدرك الحكام العرب ، ان رؤوسهم ستتدلى في المشانق ، وان شعوبهم المستضعفة سوف تتفجر ثأرا وانتقاما ، وستكسر الاغلال والقيود ، حبا وعشقا لعبق العزة والكرامة والحرية ، وليبق الاسلام سيدا وحاكما ، وليبق القران بوصلة ومرآة ، وليرحل الامريكيون من كل ارض عربية ، ويحملوا معهم قواعدهم العسكرية التي جعلت كل العالم يعيش تطرفا ودموية وارهابا . اما الحكام العرب المتواطئون مع الصهاينة والامريكان خوفا على كراسيهم وعروشهم ، فسيأتي اليوم عاجلا ام آجلا ، ليكونوا وصمة خزي وذل وعار في مزبلة التاريخ .
فقد شاهدوا بأم اعينهم كيف ان الصهاينة عاثوا في الارض عبثا وفسادا وخرابا ، فرتكبوا المجازر والمذابح بحق الاطفال والنساء والشيوخ ، ورغم ذلك فان هؤلاء الحكام الامعة ، لم يتفوهوا ببنت شفة ، ادانة وشجبا واستنكارا ، وانما باركوا لاسرائيل وامريكا ، وطفقوا يدعمونهم ويساندونهم اعلاميا وعسكريا وامنيا وسياسيا واقتصاديا ، وطوعوا لهم دولهم وبلدانهم جوا وبحرا وبرا ، للنيل من حزب الله ، ومن اي حزب اسلامي يمثل طوق نجاة لهذه الشعوب المنكوبة المستضعفة .
وما اغتيال المناضل المجاهد الكبير عماد مغنية ، الا من خلال اجهزة الاستخبارات العربية المتحالفة التي وضعت يدها بيد اسرائيل وامريكا ، ليبق كل حاكم عربي في نظرهم رضيا مرضيا ، فيضمن بقاء عرشه وسيادته . ولكن هيهات هيهات ، فان حزب الله مهما تآمرت عليه هذه الانظمة المأجورة العميلة ، فان الله سبحانه وتعالى سينصر من ينصره ، ويخذل من خذله . ودع الحكام العرب في قصورهم منعمين ، وعلى مهزلة الصهاينة متفرجين . فالعمري ان يومهم لقريب ، وستتحرر كل الشعوب العربية من المحيط الى الخليج من هؤلاء الحكام الخونة ، الذين زادوا امتنا العربية والاسلامية بلاء على بلاء ، ومحنا على محن .
فلولا هؤلاء الحكام الفاسدين ، لعاشت كل الشعوب العربية والاسلامية ، حياة خير وامن واستقرار . اذ ان كل ثروات ومذخرات بلداننا واوطاننا العربية ، بدل ان تكون عائداتها لصالح هذه الشعوب المضطهدة ، فان هؤلاء الحكام الرعاة يقدمونها على طبق من ذهب الى اعداء الله ورسوله . لان اي حاكم عربي يدرك تمام الادراك انه عبدا مطيعا لاسياده الصهاينة والامريكان ، وان اي تمرد وعصيان سوف يدفع ضريبته غاليا ، ولكي يتحاشى هذا الموقف المحرج ، عليه ان يقول لرعاياه شبيك لبيك .
من هنا فان كل الشعوب العربية على اختلاف طوائفهم واصولهم واطيافهم ، وجدوا في حزب الله ، منقذا ومبشرا ورسولا ، فهذا الحزب الثوري المجاهد ، هو الوحيد في عالمنا العربي والاسلامي ، من وقف في وجه امريكا واسرائيل ، منددا ومهددا ومتوعدا ، وهو الوحيد من لحق باسرائيل هزيمة تاريخية نكراء ، وهو الوحيد انشاء الله ، من سيسحق اسرائيل من الوجود ، ببركة جنوده البواسل ، وببركة ايمانه القوي ، وببركة تعلقه بعترة رسول الله (ص) . ولا يعتقد الاسرائيليون الاوغاد ان باغتيالهم عماد مغنية ، قد انتهت المعركة ، وخارت قوى حزب الله ، وتغيرت خريطة اللعبة . وانما حزب الله ازداد قوة وصلابة وصمودا ، وازداد حماسة ومعنوية وجسارة واقداما .
وقد جنيت على نفسك يا اسرائيل ، وما هي الا سنوات قليلة ، ويزول هذا الكيان البربري الفاشي من هذا العالم ، وتزول معه رؤوس الانظمة العربية المتعاطفة ، وكأني بامريكا الشيطان الاكبر قد صار حالها ومصيرها كالاتحاد السوفيتي شتاتا وتشرذما . ولتبق راية محمدا رسول الله ، خفاقة ومرفرفة في عنان السماء ، وليبق حزب الله ، رسالة انسانية سرمدية خالدة لكل شعوب وامم العالم التي تنشد حرية وديمقراطية .
فعماد مغنية ، خلف وراءه رجال لا يخافون في الله لومة لائم ، ولا يعتقد الصهاينة ، ان رحيل مغنية ، فيه نهاية حزب الله ، كونه قائدا عسكريا كبيرا ، فيه من الحنكة ما فيه ، وفيه من العبقرية ما فيه ، وانما لعماد مغنية ، مدرسة مرجعية كبيرة ، بها تلامذة اشداء جهادا ونضالا وكفاحا وشهادة ، وهؤلاء الاشاوس البواسل ، سيواصلون درب الفذاء والتضحية ، الى ان تتطهر الارض ، كل الارض ، من كل هذه الشياطين النتنة الخبيثة التي ملأت حياتنا ظلما وجورا وطغيانا ، وقد تقدمهم امام زماننا الحجة المنتظر ، ارواحنا له الفذاء ، ليعيش العالم من جديد ، حياة الامن والسلام ، حياة محمدية حسينية كلها شرف وعز وكرامة .نتمنى زوال اسرائيل من الوجود على يد السيد نصرالله بإذن الله
في دعة لله
....